هناك... وهنا....
هناك... وهنا....
هناك .. في مهب الريح ترتسم الصور .. في الأفق على الرمال في ضوء القمر ..
وفي سطور الموج أتوه أتوه في هذا السفر .. وتميد بي الرؤيا هنا ولست أدري ما الخبر ..
هناك .. ما بين أسئلتي والإجابة .. تنشق الثواني ويتسع الغياب .. فأمسح الذكرى بأحذية الخرس ..
هناك .. قلبي كرة تشاط ولم تقاوم .. وحبي انهيار روحي في هوة ليس لها من قرار ..
وفي الشرايين بركان دموي مقهور ..
هناك .. ينتعل الخيال حروفي .. وتحيى الخرافة .. في حين تندثر الحصافة ..
هناك .. لوح محفور بالذاكرة على عرض قبلة .. مكتوب عليه .. هنا تموت البداية وتعتلي العرش النهاية ..
هناك .. أكتب أحلامي .. وأشواقي .. وآمالي .. وما أدراك .. ربما أدونها على ثغر تفتح بالكرز ..
هناك .. تقدمين خمورك كلها .. أشربها ويضيع العـالم من حولي ..
هناك .. لا شيء يعرفني .. فلا خيل ولا ليل ولا بيداء .. هناك فقط .. تعرفني الآهات والانتظار والألم ..
هناك .. تلبسين الغيب .. ولا أعرف ماذا تفعلين .. كل ما أعرفه .. أنني أموت أموت أموت .. وأنت تعلمين ..
هناك .. أقدمك لنفسي .. وكما أريد .. وأقدم أكواب همسي .. ودفئي ..
ويفيض موج القلب في أغصانه .. والروح تشرق من يدي ..
هناك .. ينعم غيري بأحلامي .. وأشقى هنا ..
هناك .. تبزغين من ظلمات الغيب لقلبي .. ويفوح ماء الياسمين ..
فتثور هنا أعراس روحي .. وليت يتسع الحنين ..
هناك .. لولا وجودك ما كتبت .. ولا أكلت ولا شربت .. لولا وجودك ما نطقت ..
هناك .. دقت الساعة هنا .. فانتبذت بك وبما لدي من
تأملات ..كان حلما لقاؤك .. لا شيء يتم على ما يرصد له من
طقوس .. والموسم منوط بالحصاد .. لذلك أرى هناك أحلى حتى وإن
كنت بين يدي ..
هناك .. داخلي .. أدمنت التذوق .. حتما أرى النكهة داخلك
أشهى .. أسرح بها .. أتوه في لمساتها وهي تدغدغ مشاعري
والحواس ..
هناك .. عندما اندفعت المناسك ..كم تلعثمت اللغة على
طرف اللسان .. واشرأبت الحروف .. هو الارتباط إذن .. مناسك
وطقوس .. دائما ، لا أدري من أين أبدأ إذا ما التقينا ..
هناك .. لا حاجة لوجودي هنا .. فلن أبرح الأرض التي لم
تبق يوما مخلفة .. كنت لا أصدق الثمر على الشجر .. لكنما
صدقت ذاتي عندما نمت بها بعد غياب .. وصدقت لساني عندما
تذوق طعم الأنوثة .. واحتقن الدم .. وسافرت الروح ..
هناك .. لم تغب عني أشياؤك .. أذعنت في تيهي ولم أكتف
بالحدس .. نازعني نقصي فاحترفت الاشتهاء .. كان سرابا ذلك
العمر الطويل ..
هناك .. كنت في جفنيك .. تقلبت في عيون الآخرين .. ولا
مجيب .. وقتها رأيت غربتي .. فاشتقت إليك ..
هناك .. أدركت سر انشغالك بي هنا .. فأدمنت الطموح .. لا شيء
يغرق في المساء سوى النهار .. وأنا أذوب كحبة ملح في ملفات الغياب .. وفي النهار ..
هناك .. مرات أركب جفني .. يطير بي حيث أريد .. ومرات أركب شفتي .. تحط بي على طرف شفة ..
أو على خدود ارتوت من بركان دموي منثور .. ومرات أركب الخيال فيجنح بي إلى عاج خمري مكسور ..
هناك .. لم أدر ماذا كتبت لي هنا .. وكيف كانت المحادثة .. ولم أر تراكم الحروف .. على شفتي ..
إنها المطر .. أما شفتيك .. فآمل أن لا يسقط عليها سوى قبلتي ..
هناك .. دعيني ألملم ما تبقى لي هنا .. وأجيء إليك .. أشعث
أغبر .. لا يهم .. إنما أخاف من حل وسط .. ترتسم به الخطوط
الحمر .. فلا تجرؤ على اقتحامها الرجولة .. ولا يهتك مسارها
الخجل ..
هناك .. وحيدا لم أزل .. كم اشتهيت الأشياء وهبت
المتابعة .. لم ألاحقها إلا معك .. أنت العنب .. أما النواطير
فلم أر منهم من يستحق التوقف ..
هناك .. لم أجدك .. فلجأت لأوراقي وقلمي وسيجارتي .. ذهبت
والدخان المتلاشي إلى هنا .. حيث وثقت اعتمادك .. ودونت
أفكاري .. لم يقع حرف في الفضاء دون أن تلمسيه .. ثمة أمور
باقية تستغيث الانتظار..
وهنالك..
لا الفضاء الرحب يهديني إليك
لا ولا هذي التي بين يدي........
هناك .. بقيت أشيائي .. وبقيتي .. للبقايا حق اتباع
أشيائها .. تماما كما للأم حق اتباع الطفولة .. ثمة اتجاه
معاكس في اللغة ، أراه بك .. وأنت تحاولين العبث بأشيائي
هنا ..
هناك .. لك أن تسأليني ما شئت .. كم أحب الإجابة على
استفساراتك لي هنا .. إنما هو البخل عند التقاء الجفون .. وانهمار الأحاسيس إذا ما بدا المنخفض ..
هناك .. آتيك في هلام متخيل .. أما أنت فتأتين طيفا متصورا
لي هنا .. ولا فائدة .. إذا ما بقيت هناك .. وأنت تبقين
هنا ..
هناك .. أمشي وراءك كما تمشين أمامي هنا .. فاهدأي .. أهوى
التوقف قليلا في محطات الهوى ..
هناك .. كنا نرى الأشياء حولنا .. نسألها فلا تجيب .. كانت
عقارب ساعتها تشير إلى الفراغ دائما .. أحيانا كنت أراك
واقفة على مرمى الجسد .. أما صورتك .. فكانت تتربع بروازا
تزخرفه الحواس .. وكم اقتربت من صوتك حتى بدا لي جليا على بعد
شفة ..
هناك .. أكره الحقيقة .. فأهرب إلى هنا .. أسافر
والخيال .. أحاول لمس ثوبك العاجي .. فألتقط الفراغ ..
هناك .. لا شيء يحترم الضيافة إلا الثواني والعطور .. فاختفي أو أدرك جفنا أراه يعتصر المعاني والسطور ..
هناك .. لا مكان لي .. لا مكان للرؤى .. للخطى .. فدعيني أركب
المدى .. وأحلم باختلاف الأحجية .. واختلاف الهمسات واللمسات .. وأحلم باختلاف ناس الأمسية ..
هناك .. ضاق صدري .. أنا ما سئمت انهيار القلب .. ولا كرهت صلب الروح ..
إنما كرهت ترجمة المشاعر والحنين إلى كلمات وحروف ..
هناك .. أنا ما مددت يدي .. لكنني تحسست الخد المحجر بالورود .. وكل ما امتلك القوام ..
هناك .. لا شيء يعدل في عيني الجمال .. فلا بديل عن المفاتن والنظر .. وخلاف ذلك .. كل ما في الكون شح ..
هناك .. وتسأل كيف أضاع شمشون دليله .. وربك ما الدنيا سوى كنز من الرشفات وامرأة خجولة ..
هناك .. أنا لا أفهم في التاريخ شيء .. ولا أفقه تضاريس الغيوم ..
وأجهل المناخ .. ولا أعرف في هذا الكون من شيء سواك ..
هناك .. أشغل انفلات المساحة .. ويضيق الكون يضيق الكون في جفني ولا أحصي انهيار الملاحة ..
كم هو القحط شديد في خدود تشتكي افتقار الفلاحة ..
هناك .. لا يهم كم مضى من العمر على عتباتهم .. بل يؤلمني البقاء كما كان البقاء ..
تب نهد لا يعرف كيف النماء وما القطاف ؟؟؟ وكيف يحترم السخاء ..
هناك .. تغير كل شيء .. إلا حبك .. فهو يمتد من خبايا القلب إلى حنايا الروح ..
هناك .. أتوه في الرؤيا .. من توقف الوقت على محطة جمعتنا .. ومن تختزل المسافة ..
والخرافة .. ومن تلتحف حروفي .. أعطيها شعوري .. ودفئي .. وأمنحها ارتجاف السلافة ..
هناك .. لا وطن لي .. أما من رصيف أقف على حطامه .. أهش بيدي على الغبار الضائع والرياح ..
وأتبع جفني .. لأرصد الجهات .. أي زمن هذا الذي يمنعني الهبات ..
هناك .. كان قلبي بوصلة .. تشير إلى جفنيك .. وكان شوقي اليعملة .. تسير إلى سكناك ..
وكان حبي المشنقة ..
أما هنا .. فلست أدري إلى متى أبقى المعلق في هواك .. يلفحني بعدك يا امرأة امتدت في عروقي ..
وتاهت عن يدي دون علم بما تملي اللغات ..
هناك .. بين ابتدائك وانتهائي .. حاولت تصميم المشاهد .. قلت أراك .. ليتها كانت .. وما ولدت تلك القصائد ..
هناك .. ما زلت ألتمس الوصال .. أنقش الحب على الرمل فتأتي موجة تمحو المقال .. ثم لا يبدو المآل ..
هناك .. آه لو تدرين حالي في الهوى .. وكيف يفضحني الحنين .. وكيف يشغلني الجوى ..
حدثت عنك رحى الزمان وذا المدى .. مالي بحبك لا يجاوبني غير الصدى ..
هناك .. تختفين في انشغالك .. فأختفي .. يخنقني الوقت فأمضي .. أرحل وشأني لأشيائي ..
كم عالجت اختفاءك هنا .. وشاقني التفتيش في لغـة الرماد ..
هناك .. أخاف الضياع في المكان .. وأرتعد من غربة الزمان ..
هناك .. لا شمس ولا ظل ولا مطر .. غير جفنيك وكأسي .. ليتني أبقى حيث صبحي ما ارتوى من خمر أمسي ..
وغدي ليته يأتي بما حدثت نفسي .. آه حبي لا تسألي الروح معنى اشتهائي إثرما الحب اختمر ..
هناك .. ألف عام للهوى في ألف عام .. تمر حلما لا تواتي القلب آمال الهيام ..
ألف عام للهوى .. مليون عـام .. مرت .. وأنا الجائـع فيها والسلام ..
هناك .. ليت أدري ما السبب .. عندما أغتال روحي وهي لا تدري ..
عجب .. بربك هل خلقت غزالة خلقت فقط .. من أجل الهرب ..
هناك .. واقف والكل يجري .. رب ما هذا السفر .. رب غفرانك ربي ..
أي بلاء ذلك الذي وافيت نفسي .. رب غفرانك ربي ..
انزع المعنى من الإحساس كي أبقى هنا .. حجرا لا يساوي الصـفر في دنيا البشر ..
هناك .. كم تلعثمت وفي نفسي الخراب .. ليتـني العطشان وأنت لي السراب .. عل في لقياك معنى .. أو أي لون للعتاب ..
هناك .. عشت عمري لا أواتي القلب آيات الغرام .. أيْ حبيبي .. وأنا المشنوق أوصي ..
إن كنت تقصد موت القلب فلي .. روح في سمائك لا تنام ..
هناك .. في كل يوم دمعـتان .. دمعة للحب وأخرى .. فيم لم يجد الكلام ..
هناك .. حرف لهذا الحب ومعجم .. كيف تنسى .. كيف تسلى .. كيف تنأى .. كيف تلهو وأنا في البعد مأتم ..
هناك .. لا فضاء ولا خمور ولا كؤوس .. غير لذة ما تدرين فيه ..
دفء هذا العشق وأجواء الكلام .. فتعالي ربما .. نلحق العمر ببعض من هيام ..
هناك .. لا نهاية للسفر .. من يحتفي بالعشق .. قولي .. لا مطار ولا جدار ..
والليل لا يعلم كيف يغرق بي النهار .. أنت المدار فهل من مسرب ينتهي فيه المسار ..
هناك .. شتان بين اليأس وبين النفس في دنيا الأمل .. أبكيك سرا ثم ما أدراك ..
لولاك ما غنى الفؤاد شعوره .. كلا ولا خط المداد سطوره .. لولاك ما عرفت لغات الإنس ما معنى الغزل ..
هناك .. للبيع نفسي وما اشترى غير الضياع .. يقلقني هذا الشقاء ..
أما هنالك من شتاء ..؟ تلتحفين فيه روحي .. وتسهرين على رمضاء قلبي ..
هناك .. كنت أبدد نداءات قلبي .. كم هو جلاد هذا الدم المفعم بالنقص حد الانجراف ..
أما من أوان لديك .. ترتخين فيه على شرفات نهد .. أو على زهرات خد .. أو على لمسات قد ..
هناك .. أما من قطاف للهوى .. متى ؟؟ وأين أين أين ؟؟
هناك .. أنا حيث أنت .. إشارة لو ترغبين .. إجازة لو تأمرين .. وإلى متى .. أبقى هنالك في البلى .. وأنت تنظرين ..
هناك .. مقيد والنقص يعوي .. ونباح روحي ملء الآه يفضحني ..
أما من ربيع تورق الأيام فيه .. يا لهذا العمر الذي كل ما فيه خريف ..
هناك .. أغيب لحظة انشغالي بك هنا .. أما من غيمة حب .. تنزلين منها مطرا يسقي انتظاري ..
أما من خيمة صيف تتوارين فيها تحت عريي وانكساري ..
هناك .. في كل حرف منقلة .. وعلى حروفك بوصلة ..
هناك .. كيف تنكرني الثواني .. والليالي .. والنهارات البعيدة والمدى ..
وكيف أنكرني الصدى .. وأنا مذ أن فقدتك ، بات يسأمني الهدى ..
هناك .. أغسل وجهي بنهر من دموع .. هي رذاذ أشواقي وفقدي ..
هل ترى تغتسلين بنور من شموع .. تغسلين به البعد وآيات الرجوع ..
هناك .. تغتالني الهمسات وحدي .. تلفظني فأحكيها .. ربما تزرع في البعد المسرة ..
إنما لست أدري .. كيف أبتاع من في الأرض يسعى بوهم في المجرة ..
هناك .. أشتاق وحدي .. وأحب وحدي .. أعيش وحدي ..
وأموت وحدي .. ووحدي فقط .. يسقي لي الوجه المعفر بالقمر ..
هناك .. آه على يوم تعثر بالمنى .. آه على شعر تبعثر في الهوى .. آه على تلك الرؤى ..
يا ألف آه يا امرأة .. تلتف من حولي شعورا .. ولا تحط رحالها في الروح تفترش الشذا ..
هناك .. وأنا المصلوب على حطام الأجوبة .. ماذا تقولين .. وكيف تفكرين .. وإلى متى أبقى كذلك في العراء ..
لك ما شئت ولي أيضا قرار .. كل هذا الظلم ويكفي .. أن في رؤياك يكفيني العزاء ..
هناك .. هناك تختلط الأمور .. والمسميات .. وتختلط المعاني والفضاءات ..
وتبقى الأماني والصور .. وأحلامي التي ما زلت أرقبها .. تلهو ببعض من معان وفِكَر ..
هناك .. أما من حديث غير هذا .. أما تتبدل الآهات همسا وحنينا وهدى ..
أما من زمان تلتقي الأجفان فيه .. أما من مكان لاستراحات المسا .. يا ليت هذا وذياك وذا ..
هناك .. كان ظلك يلبس ظل الزهر .. وظل الورد .. وظل الفضة على أطباق الزجاج .. أما أنا .. فكم تمنيت النوم في ظل نهد ..
هناك .. قولي بربك في وضع كهذا ، لم الأنوثة والرجولة ..
هناك .. أراك واقفة على حطـام الأسئلة .. تنثرين عليها ما تكدس من سأم ..
لا لا عليك يوم لا يجدي الندم .. ربما يأتي صباح تورق الراحات فيه ..
هناك .. وأنت تطفئين أنوار وجودي هنا .. وعلى عمق قبلة في الذاكرة .. رأيتك تشعلين الشموع لعرس آمالي ..
هناك .. ما زال الشجر يعيش على التراب .. كل هذا الشعر .. وهذا الشوق ..
وهذا العشق .. كل هذا الحب .. وأنا في انتظارك .. أعيش على السراب ..
هناك .. هل تعرفين ماذا يقول العنب للخمر .. تماما هو ما قلت أنا الآن لهذا الشعر ..
هناك .. وأنت مشغولة بما يحكي الزجاج .. أراك في أطباق روحي قد أضأت لي السراج ..
ليت شعري أراك واقفة على مرمى القبل .. وقد كسرت لي المزاج ..
هناك .. لا أراح ولا استراح .. ذلك الظبي الذي مر سريعا في المراح ..
هناك .. أسوق أوقاتي إليك لعلني أبتاع وقتا للمسرة ..
آه من زمن تولى كل أنفاسي وتاه .. ثم ناداني وقد بدا كل ما فيه مضرة ..
هناك .. عندما يشغلني الهوى .. أسقي ورودك كلها .. ثم أمشي بفؤاد ما ارتوى ..
هناك .. رأيتك في أبراجهم .. ربما تسقطين عصفورة على بيادر القلب .. أو تعتلين في الروح غصنا عليا ..
هناك .. أشغل الأجواء أنتعل الزمان .. ما غبت طوعا إنما كَرِها يغيبني المكان .. قولي بربك كيف يشغلك الأوان ..
هناك .. تنقل كلماتي الفكرة .. يأخذها مشوار الحدود .. فقط من البعيد القديم إلى البعيد الجديد ..
وتلاطم أمواج الغربة .. غريب عجيب هذا الزمن المتعب تحت انعكاسات الرغبة ..
لست أدري كيف يبدأ الاسم مضموما ويتبلور مطواعا فينصب بالفتحة .. ولا غرو بالتأطير .. إنما المأساة بالعلة ..
هناك .. ربما آتيك غبا وسلاما ..ربما آتيك حبا وهياما .. ربما أتيك طيفا وكلاما.. إنما ليتني آتيك كلا وتماما ..
هناك .. ليتني كنت وأنى .. فكرة في قلب شاعر .. أو سطورا بالدفاتر .. كي أرى ما قد تُرين .. كيف ذاك الجفن فاتر ..
هناك ..
سلها تخط بروحها كلماتها
تروي السطور تزيدها إضراما
وتهيم في فلك الوجود دموعها
حيرى المصب فتسترق إمامـا !
سلها ترى الإقبال في همساتها
وتكاد تسدي قبلة وهيامـا ..
هناك ..
الحب يشغل حيزي .. وأجواء الأماني والهوى .. والرمل لو تدرين كم
ضعت به .. ثم لو تدرين حالي في الجوى .. أهو الحب إذن .. ذلك المجنون في جنبي .. وقد ضاق السؤال ..
هناك .. بين نارين أنا .. فمن توقفني على أعراف جنتها ..
أهز جذع نخلتها تساقط علي قبلا وغيا .. ومن أنال منها الوصال .. والنوال .. وأمنعها ذل السؤال ..
هناك .. ليس سرا اعترافي .. واحترافي .. وارتجافي إذا غبت هنا ..
هناك .. يسألن لمن أنت ؟؟ فأقول للتي هناك .. فهي التي تريدني كمـا تريد ..
هناك .. أطل عليك من شبابيك الخفاء .. يا لنفسي التي لم أرجع إليها مرة ولو بأذواق السقاء ..
هناك .. تحيى الأواني والعطـور .. وتحيى المعاني التي تحمل اسمك في السطور ..
والكل حولك في ارتعاش وحبـور .. إلا أنا .. محلي في انتظارك لا أحور ..
هناك .. في البحر أرمي أمنياتي بعدما عز اللقاء .. وإلى السماء أزف شكواي إذ استصرختكم هذا الجفاء ..
وأظل أرجو قربكم .. حتى وإن أغلقت أبواب الرجاء ..
هناك .. لا تحسبي أني انتهيت فما بدأت .. ولك الزمان - فلا رجعت - وقد أتيت ..
ولك الهوى ما صددت وقد صبرت .. ورهن أمرك آنستي ما علمت وما حلمت وما ارتأيت بما اشتهيت ..
هناك .. أراك كما أريد .. وخلاف ذلك ، ليس للرسم معنى ..
وليس للون معنى .. وليس علي لمن في الأرض من حد .. ولي الرجعى ..
هناك .. تتبلورين بناظري كزئبق عشقت ثناياه المدى .. والمنتهى ..
ثم لا التشكيل يهديني إليك .. لا ولا هذه الكلمات تمنحني الهدى ..
هناك .. أكتب آمالي ، أمنياتي ، أحلامي ، ألمي والمتاهـة ..
وأبث إحساسي في الأفق مشفوعا بليت وربما .. ثم لا الأفق يرسم لي ما أريد .. كلا ولا الكلمات تكفيني العناء ..
هناك .. من تغلق الأبواب آتيها .. وأخرج دون مزع بالقميص ..
هناك .. غسلت نفسي .. نشرتها على حبل الهوى .. ولما طار شعرك الغجري وقعت ..
هناك .. أرى اختلافا في الوقوف .. فإذ تقفين أنت في وجه القطاف .. وقفت الآلهة لديهم في وجه الفصول ..
هناك .. لا بيادر أو حصاد .. كل الفصول للزراعة ..
هناك .. أنا ما اخترت الجفا .. ولا انتسبت لأرض بعل .. بل أنت من فرض الجفاف ..
هناك .. هذه الكلمات خِرافا .. أيها الموقوف في أجفانها .. لـمَ لم ترج انصرافا ..
تبت الدنيا انتبذها ما إذا صلب القلب ولم تبدِ اعترافا .. ما لها .. لم يكن ذا الحب يوما .. ابتزازا واقترافا ..
هناك .. أنا ما شربت القهوة بعد .. لا ولا صب لي الكأس نديا .. تب عمر حرت في أمري به ..
ولم تدركي أنني مذ رسمتك .. لم أفارق فكرة كنت بها .. عروس أحلام لصب مازال يلتقط الجمار فتيا ..
هناك .. الروح شعلة الحب إذا اكتوت بالهجر هب الاحتراق ..
هناك .. بلغ التفاح أوج الاحتراق .. وبدا بركانك الدموي في الخد خمورا .. ونمى في الصدر مهد الالتصاق ..
هناك .. أدرس التاريخ وعلم الالتهاب .. ربما ألمح في جفنيك علوما ذات مغزى .. غير علم الاغتراب ..
هناك .. ركبت جفني شراعا .. ودخلت بحر الظلمات .. ربما أطوي الأنوثة كلها في راحتي .. لو كان عمري طول عمر الكائنات ..
هناك .. يتماوج النهدان ميلا واندماجا .. من يعد الموج من ؟؟ من تجيد الرقص شدا وانفراجا..
هناك .. أنا ما أتيت ولي حدود .. أنا في ردهات غيبك حاضر .. وإلى هنا لا لن أعود ..
هناك .. رأوك تمثالا لآلهة الجمال .. لا يعلمون بأن الظن خاب ..
فأنت بدون حبي لست أكثر من لحد تحجر الموت فيه ..
لا تدرك الأنثى الخصوبة وحدها .. إلا إذا اغتسلت بأنهار الرجولة ..
هناك .. دقت ساعة السفر .. حاولت حمل أشيائي لم استطع ..
أدركت أنني بعض أشيائك .. فوضعت نفسي وانصرفت ..
هناك .. بحت بما حلمت .. بكلماتي .. ليتني أبوح بما أحس .. بقبلاتي ..
هناك .. كل ما يغري هناك .. " ولا يفل الحديد إلا الحديد " ..
هناك .. الدهاليز كلها تفضي إليك .. وأرى التهافت من جموع المارقين .. إلا أنا .. حبي الذي لا شك يرفعني إليك ..
هناك .. قل هل تستوي الأحلام والآمال والرؤيا .. بما تذوق إذا ما نلت من لقيا ..
فلا جناح إذا ما بحت في لغة .. وقطفت زرعك إثما كان أم تقيا ..
هناك .. تتبعثر الأماني .. ويفوح موج العابرين .. وشذا الورد على مر السنين .. وأنا المغفل في الهوى لم أدر ماذا تفعلين ..
هناك .. هوس في مدار النفس وفي القلب اضطراد .. وأرى في الصحو أنثى من رماد .. تعصر الأقداح في ذات العماد ..
هناك .. في فضاء الرأس همس يتماشى .. موجة تنصب إحساسي وأخرى تتحاشى .. ثم لا أدري علومي في دخان يتلاشى ..
هناك .. أنت لا تعرف ما الدنيا هناك .. هي أجراس تدق وهمسة تغري خطاك ..
هناك .. وأبعد من صهيل الخيل أبعد .. هو تاريخ وحب يتنهد ..
هناك .. لا سؤال ولا جواب .. بل حيرة تملأ أجوائي ضباب ..
هناك .. ترحل الدنيا إليك .. ويتوقف الزمن على شفتيك ..
هناك .. تولد الثورة عندما لا أراك .. وتندلع عندما أراك .. وما بين الحالين تتفجر الثورة إلى أن أراك ..
هناك .. ستأتين معي .. لا تحزمي أثواب عرسك .. ستلبسين أثواب القبل ..
هناك .. قد يغسل المطر الحروف .. إنما من تغسل المعنى .. وترسم بهجتها على البيادر ..
من تشرب الأقداح صافية .. وتدق خاتمها على المحاضر ..
هناك .. أشهى ما سمعت .. وأجمل ما رأيت .. وألذ ما أكلت ..